قال باحثون أمريكيون إن التوت الأسود يحتوي على مادة كيميائية تكبح نموّ الأورام السرطانية.
وأطعم الباحث غاري ستونر من مركز السرطان في أوهايو
فئراناً خلاصات من التوت الأسود غنية بمادة “الأنتوسيانين”،
فتبيّن أن هذه المادة فاعلة في الحماية من سرطان المريء،
وأن تناول الكميات ذاتها من حبيبات التوت تؤدي نتيجة مشابهة.
وتثبت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “كانسر فريفينشن ريسترش” للأبحاث السرطانية، أهمية “الأنتوسيانين” في التوت الأسود،
كعامل وقائي من السرطان، وتؤكد صحة دراسات أخرى أجريت في المختبر حول المادة.
وكان ستونر وزملاؤه أجروا أبحاثاً مخبرية على الفئران مستخدمين بودرة التوت الأسود،
فجاءت النتائج مشجّعة،
وأشاروا إلى أن على المرضى تناول 60 غراماً من هذه البودرة يومياً.
وقال ستونر “أما وقد بتنا نعلم أن هذه المادة في التوت تكاد توازي بفاعليتها حبيبات التوت نفسها، نأمل أن نتمكّن من حماية الناس من الإصابة بالسرطان من خلال استخدام خلطة كيميائية مشابهة”.
ويختلف التوت الأسود عن التوت المعروف العادي المعروف باسم Mullberry
ويستحصل عليه من أشجار شوكية
وهو عبارة عن هجين من التوت الأسود وتوت العليق.
والتوت الأسود غني جداً بالألياف لاحتوائه على كثير من البذور
حيث يحتوي نصف كوب من التوت على 40 سعرة حرارية
ويوفر للجسم 15 ملجم من فيتامين ج
بالإضافة إلى 10 ميكروجرامات من حمض الفوليك
5 ملجم من فيتامين هـ وكميات صغيرة من الحديد والكالسيوم.
وتحتوي ثمار التوت الأسود أيضاً على حمض الإلاجيك
وهذا الحمض يعتقد أنه يقي من الإصابة بالسرطان
ويبدو أن الطهي لا يدمر هذا الحمض
وبالتالي فإنه يمكن الحصول على هذه المادة من مربى التوت الأسود.
ومن سلبيات التوت الأسود أنه يحتوي على الساليسيلات والتي قد تسبب حساسية عند المصابين بحساسية من الأسبرين.
وقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة (التغذية والسرطان) الامريكية أن التوت الأسود يمثل سلاحا فعالا في الحرب على سرطان الأمعاء والقولون الذي يعتبر ثاني أسباب الوفاة السرطانية وسط الأمريكيين.
واكتشف الباحثون في جامعة أوهايو الأمريكية، بعد مقارنة النشاط المضاد للأكسدة لتوت “راسبيري”، مع ذلك الموجود في الفراولة والعلّيق “بلوبيري”، وهي الثمار التي يعتقد أنها تحتوي على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة، أن ثمار التوت الأسود “راسبيري” تتمتع بنسبة أعلى من النشاط المضاد للأكسدة بحوالي 40% من ثمار التوت الأخرى.
ولاختبار آثار هذه الثمار في الوقاية من السرطان، قام الباحثون بحقن عدد من الفئران بمادة مسرطنة تسبب أورام القولون، ثم تقسيم هذه الحيوانات بعد أربعة أسابيع إلى أربع مجموعات تم إطعامها أغذية مخلوطة أما ب 5,2 أو 5 أو 10% من ثمار توت راسبيري الأسود، أو إطعامها غذاء عاديا دون الثمار، ومقارنتها مع مجموعتين من الفئران لم يتم حقنها بالمادة المسرطنة بحيث أطعمت الأولى غذاء يحتوي على 5% من التوت أو لا يحتوي على أي من هذه الثمار مطلقا.
ووجد الباحثون أن جميع الفئران التي حقنت بالمسرطن أصيبت بآفات وأورام خبيثة، ولكن المجموعة التي أكلت أكثر كمية وأعلى تركيز من التوت، أظهرت عددا أقل من الأورام، حيث قلت بنسبة 80%.
ولاحظ هؤلاء الباحثون وجود انكماش أيضا في حجم الأورام في الحيوانات التي استهلكت أعلى مقدار من التوت الأسود إلى جانب انخفاض ملحوظ في إنتاج الشوارد الأكسجينية الحرة التي تلعب دورا مهما في ظهور السرطان.
وفي جميع الحالات، تبيّن للباحثين أنه كلما كانت الكمية المستهلكة من توت راسبيري الأسود أكبر، كان التراجع السرطاني أكثر، الأمر الذي يشير إلى أن التوت يقضي على الجزيئات الضارة في الجسم ويمنعها من تدمير الخلايا والأنسجة.
دمتم بصحه دائمه ..