سعد مشرف المنتدى
عدد المساهمات : 740 الإعجاب : 207 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 43
| موضوع: زكــــــــاة الفطــــــــــر الخميس 16 أغسطس 2012, 11:08 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن استشعر الصائم وعلى مدى ثلاثين يوما ما تعانيه الفقراء من ألم مس الجوع والعطش وما يتركانه من أثر كالضيق وصعوبة العيش والصبر عند الحرمان , فرض الله سبحانه وتعالى فريضة الزكاة كي يترجم كل صائم ما تلمسه قلبيا وعاطفيا من حياة الفقراء والمساكين إلى ماديا وعمليّا وذلك بأن يخرج جزء من ماله إلى هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي . ويوم العيد هو يوم أشبه ما يكون بمكافأة من الخالق سبحانه لعباده الصائمين على تأديتهم وصبرهم على عبادة الصيام ,ويوم العيد يوم يسود فيه الفرح والحبور بالنسبة لجميع المسلمين في أقطار العالم لذلك أراد الله بالزكاة أن تشاطر الفقراء الأغنياء فرحة ذلك اليوم , وتطهير القلوب من الحقد والحسد والكراهية واستبدالها بما يحافظ على استمرارية المجتمع بحقن الدماء وتحصين الأموال وعلى هوية المسلم من الترهل والإنحدار إذا ما استبدلها ببذور الحب , والأُلفة ,والمودة ,والسخاء ,والمساواة بين كل الطبقات وهذا شأن كل عبادة فرضها الله سبحانه وتعالى كالصلاة, والصوم ,والحج, وعبادة الزكاة جديرة بأن تُأسس أرضية صالحة لزراعة تلك البذور الأخلاقية القيّمة في ذالك اليوم المبارك . والمتأمل المتفكر في هذه العبادة يجد أن فلسفتها لا تقتصر على إشباع الجياع فقط , وإنما لتسد النقص والفجوات التي أهملها الصائم عند تأديته لفريضة الصوم فلربما أن المسلم صام شهر رمضان بأكمله ولكن هناك بعض المكروهات قد ارتكبها , أو أن هناك بعضا من ذنوبه لم تغتفر , أو قصّر ببعض الواجبات أو فاتته بعض المستحبات , لذلك منّ الله سبحانه برحمته وكرمه وهيأ لنا فرصة أخرى للتعويض , وغسل الذنوب , وتكفير السيئات , وزيادة رصيد الحسنات , بفرضِه لهذه العبادة بعد شهر الصيام , وفي الحديث ( من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح تقبل الله منه صيامه ) . وهناك مكافأة أخرى مادية مالية من الله سبحانه للصائمين بعد أن أجهدوا أنفسهم بالإمساك عن الأكل والشرب , واستقطعوا في آخر الشهر جزءا من أموالهم للمستحقين , تتمثل هذه المكافأة بمضاعف هذا المال القليل المستخرج. قال تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئه حبه والله يضاعف لمن يشاء ) وكذلك حلول الطهارة والبركة فيه قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم بها ) , وأيضا تقيه من الآفات كالضياع و السرقة ( حصّنوا أموالكم بالزكاة ) ..... رسول الله وخاتم النبيين . ثمة سؤال اخير هل أن هذ الزيادة والنماء في الأموال تتعارض مع هذه الآية ( كلا إن الإنسان ليطغى , أن رآه استغنى ) أو قوله تعالى ( إنما أموالكم وأولادكم فتنه ) أو مع الأحاديث والروايات التي تحذرنا من التشبث بالدنيا وعلائقها ؟ كلا , فعبادة الزكاة علاج صالح لإزالة مرض حب الدنيا , وكسر شدة الميل إلى المال , والتعود على إعطاء الزكاة ينقل الإنسان من درجة الإستغناء بالشيء إلى مقام أعلى وهو الإستغناء عن الشيء (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) . الزياة والنماء في الأموال ليست مقصورة على مستوى الفرد بل حتى على اقتصاد الدولة .
تقبل الله صيامكم وقيامكم وكل عام وأنتم بخير ....
| |
|