أيُ الناس أشـدُ بـلاءً ؟إن المتأمل في سنن الله يعلمُ أن البلاء سُنة من سننه الكونية القدرية،
يقول( جل جلاله):{ولنبلُونكُم بشيءِ منَ الخوفِ وَالجوعِ ونَقـصٍ مِنَ الأموالِ والأنفُـسِ
والثَمَرَاتِ وَبَـشـرِ الصَابِرينَ }، ويخطىء من ظن أن الصالحين أبعد الناس عن البلاء ،
بل البلاء دليل الإيمان ،فـقـد سُـئل (صلى الله عليه وسلم ):أيُ الناس أشـدُ بـلاءً ؟ قال:
" الأنبياءُ ثُم الصالحون ثُم الأمـثـل فالأمـثـلُ من الناس،يُـبـتلى الرجُلُ على حسب دينه،
فإن كان في دينه صلابة زيـد في بلائه، وإن كان في دينه رقةٌ خُفـف عـنـهُ ".. وهـو من
علامات محبة الله للعـبـد، قال
صلى الله عليه وسلم):"وإن اللهَ إذَا أحبَ قـوماً ابتلاهم".
أحمد والترمذي. ،ومن علامات إرادة الله بعـبـده الخـير، قال (صلى الله عليه وسلم) :
"إذا أرادَ اللهُ بعـبـدة الخير عجل لهُ العـقـوبة في الدنيا، وإذا أراد بعـبـده الشر أمسك عنهُ
بذنبه حتى يُـوافي به يوم القـيـامـة " الترمذي ، وهـو كـفـارة للـذنـوب وإن قـل ، قال :
(صلى الله عليه وسلم) ما من مسلم يصيبهُ أذى شوكة فـما فـوقها إلا كفـرالله بها سيئاته
كما تحُط الشجـرة ورقـهـا " متفق عليه .ولذلك فإن المسلم المبتلى إن كان صالحاً فالبلاء
تكفير لسيئات مضت ،أو رفعـة في الدرجات، وإن كان عاصياً فهو تكفير للسيئات ،وتذكير
بخطورتها قال (سبحانه عزوجل) { ظَهَر الفـسادُ في البرِ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس}